ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﺃﻳﻘﻈﻮﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﺬﺍ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﺖ ﻛﺬﺍ ؟ .
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ؛ ﻷﻧﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ،
ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ
ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً ) /18ﺍﻟﺠﻦ ،
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﻗﻄﻤﻴﺮ ﺇﻥ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺸﺮﻛﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﺌﻚ ﻣﺜﻞ ﺧﺒﻴﺮ ) /14-13ﻓﺎﻃﺮ ،
ﻓﺴﻤﻰ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺷﺮﻛﺎً ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ( ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ
ﺭﻫﻘﺎً ) /6ﺍﻟﺠﻦ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﺁﺧﺮ ﻻ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ ﺇﻧﻪ
ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ) /117 ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ،
ﻓﺴﻤﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﺕ
ﺃﻭ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﺟﻦ ﺃﻭ ﻣﻼﺋﻜﺔ ،
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ : ( ﻓﺎﺳﺘﻐﺎﺛﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ
ﻋﺪﻭﻩ ) /15 ﺍﻟﻘﺼﺺ .
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻳﺎ ﺟﻦ ﺧﺬﻭﻩ ﻳﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺧﺬﻭﻩ ،
ﺃﻭ ﻳﺎ ﺟﻦ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﺧﺬﻭﻩ ،
ﺃﻭ ﻳﺎ ﺟﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﺃﻭ ﻳﺎ ﺟﻦ ﺑﻠﺪ ﻓﻼﻥ
ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻘﻈﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﺣﻔﻈﻮﻧﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ،
ﺃﻭ ﻳﺎ ﺟﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﺣﻔﻈﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﺃﻳﻘﻈﻮﻧﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻔﻴﻪ
ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ( ﺍﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ) /60ﻏﺎﻓﺮ ،
ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﺟﻴﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻉ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻥ
ﻓﻠﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻲ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ ) /186 ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ) .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻏﻀﺒﻪ
ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻗﺮﻳﺐ