ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭﺍﻟﻔﺠﺮ
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺣﻤﺪﺍﻥُ ﺑﺎﻛﺮﺍً، ﻓﺄﻣﺴﻚَ ﺩﻳﻜَﻪُ ﺍﻷﺣﻤﺮ،
ﻭﺭﺑﻂ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍً، ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺎﻩُ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠّﺔ،
ﻭﻣﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻭﻗﻒ ﺣﻤﺪﺍﻥ، ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻚُ
ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠَّﺔ، ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣَﻦْ ﻳﺸﺘﺮﻳﻪ ﻭﻛﻠّﻤﺎ ﻣﺮَّ
ﺑﻪ ﺭﺟﻞٌ، ﻓﺤﺺَ ﺍﻟﺪﻳﻚَ ﺑﻨﺎﻇﺮﻳﻪ، ﻭﺟﺴّﻪُ ﺑﻴﺪﻳﻪِ،
ﺛﻢ ﻳﺴﺎﻭﻡُ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ، ﻓﻼ ﻳﺘﻔﻖُ ﻣﻊ ﺣﻤﺪﺍﻥ،
ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍً.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ: ﺫﺍً ﺳﺘﺒﻴﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﻤﺪﺍﻥ:
ﻭﺗﻤﻠﻤﻞَ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠّﺔ، ﻳﺤﺎﻭﻝُ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝَ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ.
ﻗﺎﻝ ﻏﺎﺿﺒﺎً:
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﺪﺣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔَ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪْ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻّ
ﺍﻷﺳﺮ؟!
ﻭﺗﺬﻛّﺮَ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔَ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻟﻦ ﻳﺼﺒﺮَ ﺃﻫﻞُ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻲ، ﻓﺄﻧﺎ
ﺃُﻭﻗﻈﻬﻢ ﻛﻞّ ﺻﺒﺎﺡ،
ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞٌ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺣﻤﺪﺍﻥ، ﻓﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻗﺎﻝ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎ؟
ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥْ ﺃﺑﻴﻊَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻚ.
ﺃﻧﺎ ﺃﺷﺘﺮﻳﻪ.
ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞُ، ﺩﻳﻚَ ﺣﻤﺪﺍﻥ، ﻭﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍً:
ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﺮﻑُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔَ ﺳﺘﺮﺟﻌﻨﻲ، ﻷُﻃﻠﻊَ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔَ، ﺩﻫﺶَ
ﺍﻟﺪﻳﻚُ ﻋﺠﺒﺎً
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱُ، ﻭﻃﻠﻊَ ﺍﻟﻔﺠﺮ!
ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺩﺟﺎﺟﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ:
- ﻛﻴﻒ ﻃﻠﻊَ ﺍﻟﻔﺠﺮُ، ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟!
- ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻊُ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ.
- ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖُ ﻏﺎﺋﺒﺎً ﻋﻦِ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ!
- ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺌﺎﺕُ ﺍﻟﺪﻳﻮﻙِ ﻏﻴﺮﻙ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺧﺠﻼً:
- ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﺘﻘﺪُ ﺍﻧّﻪُ ﻻ ﻳﻮﺟﺪُ ﻏﻴﺮﻱ.
ﻗﺎﻟﺖِ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ:
- ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻞّ ﻣﻐﺮﻭﺭ